المشروع الترابي ورهانات الانتقال من التنمية المعطوبة الى التنمية المطلوبة (مقاربة نظرية)
لقد أثبتت الكثير من التجارب السابقة في مجال المشاريع الترابية، محدوديتها على مستوى الحكامة الترابية، وظلت غير قادرة على تحقيق غايتها الأساسية، وهي إفراز ديموقراطية ترابية حقيقية ، بل على العكس من ذلك، نجدها قد كرست في كثير من الحالات تفاوتات سوسيومجالية عميقة وأزمة شمولية، تعددت امتداداتها، وانعكست سلبيا على المستوى الترابي، وعلى المستوى الاجتماعي، وخاصة مسألة الشعور بالانتماء والهوية الجماعية ، سواء تعلق الأمر بالممارسة الاجتماعية، أو الحضرية، أو السياسية، أو الانتخابية…الخ ،هذا الفشل والقصور لا يرتبطان بالتدابير الادارية والتقنية والقوانين المؤطرة فقط، بل يرتبطان أساسا، بعدم قدرة الفاعل الترابي(السلطة المحلية، المنتخب) والمواطن على ممارستها وتبنيها والمساهمة في إنجاحها، مما رفع من معدلات الشعور بالدونية وعدم الاكتراث وغياب المشاركة الاجتماعية من جهة ثانية.