إشراف ذ. عبد الرحيم المنار أسليمي ، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال، جامعة محمد الخامس الرباط 2021-2022.
ملخص:
تُعالج هذه الأطروحةُ ظاهرة التطرف من خلال حالة مجتمعين أوروبيين هما مجتمعي بلجيكا وهولندا، وذلك بتشخيص المرجعية الايديولوجية التي غدت التطرف في المجتمعين، وتشخيص الآليات التواصلية والاستقطابية المستعملة في ذلك، والوقوف في مقابل، ذلك على الإجراءات المضادة التي اعتمدتها حكومات هولندا وبلجيكا للحد من مخاطر ظاهرة التطرف.
وتندرج هذه الأطروحة في حقل الدراسات الأمنية، كحقل معرفي يستعمل أدوات علمية لتشخيص وتحليل تشكل ظواهر ذات طبيعة أمنية، وهي ظاهرة التطرف التي تناولتها الأطروحة.
فحقل الدراسات الأمنية رغم حداثة نشأته، مرتبط بظواهر لها علاقة بالمجتمع الدولي، لاسيما تلك التي تلت أحدات 11 شتنبر 2001، إذ عرف تحولا كبيرا بتركيزه على دراسة التهديدات والمخاطر المحلية والتي يكون لها تأثير دولي.
فالبحث بذلك، تندرج في حقل الدراسات الأمنية كما حدده “باري بوزان” في كتابه “المجتمع والدولة والخوف”، وذلك بنقل الأمر من احدى الدول إلى أحد التجمعات الإنسانية، وذلك بالتركيز على وحدات وظواهر تحدث داخل المجتمعات وتكون لها أبعاد أمنية.
الكلمات المفتاحية: التطرف، التشدد، التطرف السني، الإرهاب، السياسة الأمنية.
Abstract:
This thesis deals with the phenomenon of extremism by taking two European societies, namely the societies of Belgium and the Netherlands as case studies for the thesis, this was done by diagnosing, analyzing, and dismantling the ideological reference that is considered extremist in the two societies, and searching for the causes and motives of Sunni extremism while identifying the modern communicative and polarizing mechanisms used in this, and finally, this thesis stands on the various measures and countermeasures and the approaches adopted by the Dutch and Belgian governments to confront the phenomenon of Sunni extremism.
The problem of this thesis is determined by studying the phenomenon of extremism through the case study of the recruitment of large groups of young extremist people from the Dutch and Belgian societies. Most of these interviews were conducted face-to-face or by telephone, except in the case of interviews with fighters returning from Syria and Iraq, which were conducted via social media. The interviews focus on the backgrounds of extremists, and foreign fighters, their tendency towards extremism, and their experiences and perceptions. For legal and ethical reasons, no data has been collected about the practical dimensions of their activity with extremist groups and organizations, whether inside or outside the Netherlands and Belgium.
In the first section, the researcher studied the phenomenon of Sunni extremism in the Dutch and Belgian societies, by researching the various internal and external causes and factors that lead young people in both societies to embrace an extremist ideology and make them vulnerable to polarization and recruitment, which can be divided into psychological, personal, social, political, economic and religious factors, in addition to other factors related to integration, identifying fragmentation, the discourses of extreme right-wing parties, and Islamophobia. Moreover, in this thesis, there was also a consideration of the tragic transformations that the Arab world has experienced in recent years, in addition to other reasons related to martyrdom, adventure, sacrifice, and self-affirmation.
In addition to these reasons, it can be said that there are other reasons related to the dynamics and work strategies of extremist groups and their advanced financial and administrative organizational capacity. Extremist groups in the Netherlands and Belgium today have turned into homogeneous networks of work. Decentralized organizations are difficult to control.
In the second section, the study dealt with the measures and countermeasures taken by the Dutch-Belgian governments, at both the national and local levels.
When it comes to the national efforts to confront extremism, they were divided into two types of methods:
The first type: is labeled the solid methods, represented in the security/intelligence approaches, the religious approach, the legislative approach, and the injunctive judicial approach.
The second type: is labeled the soft methods, and they include the National Program for Rehabilitation, Integration, and Prevention, Proactive Intervention, and Containment.
تتحدد إشكالية هذه الأطروحة في دراسة ظاهرة التطرف، وتحليلها وتفكيك مرجعياتها الإيديولوجية والفكرية وأدواتها التواصلية، من خلال دراسة حالة استقطاب فئات عريضة من شباب المجتمعين الهولندي والبلجيكي، وذلك من خلال البحث عن أسباب ودوافع التطرف السني مع الوقوف على مختلف التدابير والإجراءات المضادة والمقاربات المعتمدة من طرف الحكومتين الهولندية والبلجيكية في مواجهتها، وتتوزع الإشكالية الرئيسية، لموضوع الدراسة على مجموعة من التساؤلات الجزئية من قبيل المسارات التيي تمت بها عولمة التطرف لدى التنظيمات المتطرفة إلى الخارج، وبالتحديد في هولندا وبلجيكا، وما هي ايديولوجيته وخلفياته الفكرية؟، واستحضار أبرز الجماعات المتطرفة بهولندا وبلجيكا، وماهي استراتيجية عملها، وماهي آليات الاستقطاب الحديثة التي اعتمدتها لنشر أفكارها؟، كما تفضلت الاطروحة بدراسة الدوافع المباشرة وغير مباشرة لتطرف السني وأسبابه؟ ودراسة المسببات التي أثرت إشكالية الهوية والاندماج وخطابات أحزاب اليمينية المتطرفة وظاهرة الاسلاموفوبيا، والعنصرية في تبني الشباب للفكر المتطرف، وانضمامه للجماعات المتطرفة؟، فضلا عن مقاربة أهم التدابير والإجراءات المتخذة من طرف السلطات الهولندية والبلجيكية، على المستوى الوطني والمحلي والدولي ومدى ناجعتها.
تقوم الفرضية التي انبنى عليها البحث على فكرة أنه رغم الولادة والنشأة في المجتمع البلجيكي والهولندي يظل الفرد من الجالية المسلمة يشعر بالحرمان والإعاقة السيكولوجية والاجتماعية التي تمنعه من الاندماج فيتحول نحو السلوك المتطرف والعدواني في محيطه.
ومن زاوية أخرى عمد الباحث في تأطيره النظري للموضوع إلى التركيز ” نظرية الإحباط” ، حيث إن دراسة ظاهرة التطرف والإرهاب عند علماء السياسة وعلماء الاجتماع في سياقاتها السياسية والاجتماعية، في غياب شبه تام لدراسة الظاهرة من زاوية علماء النفس ظلت قليل، لذلك تعتمد هذه الاطروحة التي تتناول بالدراسة ظاهرة التطرف في أوساط الجالية بهولندا وبلجيكا الى التفسير باستخدام علم النفس بتوظيف نظرية الإحباط وهي من النظريات النزوعية التي أسس لها جون دولارد John Dollard في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، وهي نظرية تقوم على فكرة أن الإحباط يؤدي الى العنف؛
فأفراد الجالية في هولندا وبلجيكا ظلوا يشعرون أنهم محبطون بل أن سلوكهم الاجتماعي يظهر أن نفسيتهم تعتقد بوجود إعاقة اجتماعية في مسارهم وهي الحالة التي جعلت الكثير منهم شخصية مضطربة مما سهل عملية استقطابهم وتجنيدهم وتحويلهم نحو أفعال عنف متطرفة.
وبذلك فنظرية الإحباط تسعفنا في تفسير التطرف خاصة عندما لايتيح النظام السياسي في دولة مثل هولندا وبلجيكا مخارج اجتماعية وسياسية وثقافية لفئات عريضة من الجالية.
منهجيا، اعتمد الباحث في مقاربته لموضوع على منهج دراسة الحالة والتي هي دراسة تجريبية وميدانية تبحث في ظاهرة معينة وسياق إنتاجها كما تكون العلاقة بين الظاهرة المدروسة والسياق غير واضحة، فالظاهرة المدروسة هي التطرف السني في المجتمعين الهولندي والبلجيكي ومقابل ذلك تشكل ظاهرة تنظيم داعش وهجرة جاليات مسلمة من داخل مجتمعين اوروبيين نحو العراق وسوريا ذو حمولة متطرفة من داخل مجتمعين أوروبيين في تنظيم يوجد في سياق مختلف بسوريا والعراق ، ظاهرة تحتاج إلى الفهم والتوضيح، ثم تناول الطريقة التي دبرت بها السلطات الهولندية والبلجيكية الأزمة المرتبطة بالتطرف داخل سياق دولي ينتج جماعات متطرفة لامركزية، فالأمر يتعلق بتطبيق منهج دراسة الحالة لمعرفة الظاهرة للوصول إلى نتائج تكون قابلة للتعميم.
ولتحقيق النتائج المرجوة من الموضوع، ونظرا لطبيعة موضوع البحث وخصوصيته، فالاعتماد على منهج دراسة الحالة، بهدف إغناء البحث والإلمام بكافة جوانبه، كما سعينا في جل مراحل هذه الدراسة الميدانية لمراعاة معايير البحث العلمي والأكاديمي من خلال الحرص التام على احترام كرامة كافة المستجوبين المشاركين في البحث، والتقيد الصارم بعدم ذكر أسمائهم أو نشر صورهم أو هوياتهم، وكذا كل معلوماتهم الشخصية، احتراما لمبدأ الخصوصية.
كما تجدر الإشارة في هذا الإطار، إلى أن أي باحث في قضايا الإرهاب والتطرف، تقف في وجهه مجموعة من الإشكالات والعوائق، تحول دون وصوله للمعلومات الكافية والبيانات الأصلية؛ مما يزيد من تعقيد التعامل مع متن الدراسة، لا سيما في هذه المواضيع المرتبطة، باستقطاب الشباب الأوروبي المسلم من أجل حمله على الأفكار المتطرفة.
كما اعتمدت الأطروحة على المقابلة السردية ، فبحكم أن الباحث عاش كمهاجر في هولندا فإنه اختار المقابلة السردية التي تطلبت أن يكون دور المقابل عاديا وغير رسمي، فالمقابلة السردية هي شكل من أشكال التواصل مع هذه الفئات التي تطرفت داخل المجتمع الهولندي والبلجيكي، فالتواصل هنا في هذا النوع من المقابلات يكون بمثابة عملية تواصل طبيعية مبنية على مواقف وخبرات الحياة اليومية.
ولهذه الغاية، قمنا بالتركيز على إجراء مقابلات مع مقاتلين عائدين من سوريا والعراق، وبعض المقربين من المقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى الداعمين للجهادية عبر الإنترنت والحاملين للفكر المتطرف. وقد جرت معظم هذه المقابلات وجها لوجه أو عبر الهاتف، إلا في حالة المقابلات التي جرت مع المقاتلين العائدين من سوريا والعراق، التي تمت عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتركز المقابلات على خلفيات المتطرفين وبعض المقاتلين الأجانب، وسبل ميلهم نحو التطرف، وتجاربهم وتصوراتهم. ولأسباب قانونية وأخلاقية، لم يتم جمع أية بيانات حول الأبعاد العملية لنشاطهم مع الجماعات والتنظيمات المتطرفة سواء كان ذلك داخل هولندا وبلجيكا أو خارجهما.
هكذا، توقف الباحث في القسم الأول على دراسة ظاهرة التطرف السني في التجربة الهولندية والبلجيكية، عبر البحث في مختلف الأسباب والعوامل الذاتية والشخصية الداخلية والخارجية التي تقود الشباب في المجتمعين لاعتناق الفكر المتطرف، وتجعلهم عرضة للاستقطاب والتجنيد، والتي يمكن حصرها في عوامل: نفسية ، شخصية، اجتماعية، سياسية، اقتصادية، دينية، بالإضافة إلى عوامل مرتبطة بالاندماج والتمزق الهوياتي وخطابات أحزاب اليمين المتطرف، والاسلاموفوبيا، إضافة إلى التحولات المأساوية التي عاشها العالم العربي خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى أسباب أخرى، تتعلق بالاستشهاد والمغامرة، والتضحية وإثبات الذات.
إضافة إلى هذه الأسباب، يمكن القول إن هنالك أسباب أخرى مرتبطة بدينامية واستراتيجيات عمل الجماعات المتطرفة وقدرتها التنظيمية المالية والإدارية المتطورة، فقد تحولت الجماعات المتطرفة في هولندا وبلجيكا اليوم، إلى شبكات عمل متجانسة، فلم تعد جماعات مركزية، كما كانت في السابق، إذ تحولت إلى تنظيمات لامركزية يصعب السيطرة عليها.
ففي إطار تجديد طرائق العمل والتأطير وتحسين الجاذبية، لجأت الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي تعمل في الديار الأوروبية، إلى توسيع دائرة الاستقطاب واعتماد تكتيك جديد قائم، أساسا، على استجلاب شباب من ذوي الأصول الأوروبية، والانفتاح على استقطاب ذوي السوابق العدلية من المنحرفين والمجرمين لكونهم قد خبروا أجهزة الشرطة والاستخبارات، واكتسبوا دراية وخبرة في التعامل مع قضايا الأمن والإفلات من مراقبة الاستخبارات والشرطة.
كما وظفت الجماعات المتطرفة وسائل التواصل الاجتماعي وأساليب الدعاية الحديثة للاستقطاب، إذ امتدت عملية الاستقطاب لتشمل النساء البلجيكيات والهولنديات، وتجنيدهن وإرسالهن لمناطق الصراع ومنحهن أدوار مختلفة، استقطاب النزلاء بالمؤسسات السجنية.
في القسم الثاني تناولت الدراسة التدابير والإجراءات المضادة التي قامت بها الحكومتين الهولندية-البلجيكية؛
على المستوى الوطني والمحلي، حيث انقسمت الجهود الوطنية لمواجهة التطرف إلى نوعين من الأساليب.
النوع الأول: الأساليب الصلب، تمثل في المقاربة الأمنية/الاستخباراتية، والمقاربة الدينية، المقاربة التشريعية، المقاربة القضائية الزجرية أما النوع الثاني ويطلق عليه وصف الأساليب الناعمة، وتتمثل في:
برنامج الوطني إعادة تأهيل والاندماج والوقاية، والتدخل الاستبقائي والاحتواء على المستوى المحلي:
- اعتماد المقاربة التشاركية في مكافحة ظاهرة التطرف السني، عبر إبرام مجموعة من الشراكات من اجل نبذ التطرف ونزع بذوره بشكل استباقي.
- تم إرساء دعائم ميثاق الثقة بين المواطن والسلطات الأمنية والمحلية الغاية منه التبليغ عن كل الممارسات وصور التطرف.
أما على المستوى الدولي، طورت هولندا وبلجيكا علاقات التعاون الأمني والاستخباراتي مع الدول سواء من داخل الاتحاد الأوروبي، أو خارجه من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمنظمات الدولية.
وبخصوص الاستنتاجات والخلاصات العامة، فقد توقفت الأطروحة على كيفية تحول ظاهرة التطرف من ظاهرة محلية إلى ظاهرة عالمية عابرة للحدود، والتي أدت إلى انتشار الأفكار الراديكالية المتطرفة بين الجاليات المسلمة من أصل عربي أو من أصل أوروبي، كما توصلت الأطروحة، إلى أن ظاهرة التطرف السني في هولندا وبلجيكا تتسم بالتنوع والتعقيد، كما أنها ليست ظاهرة حديثة إذ تعود جذورها إلى ثمانينات القرن الماضي، كما أنها لا تقتصر على جنسية معينة.
والملاحظ أن وتيرة التطرف السني في هولندا وبلجيكا زادت بشكل تصاعدي منذ سنة 2011) تزامنا مع الأحداث التي عرفتها المنطقة العربية تحت عنوان “الربيع العربي”، وما أعقبه من انهيار بعض الأنظمة، وبروز الجماعات المتطرفة في هذه المناطق.
ومع ذلك فإنه لا يمكن إنكار أن هولندا وبلجيكا أصبحت أكثر أمنا من العمليات الإرهابية، مما كانت عليه منذ سنوات، ويرجع الفضل في ذلك إلى جهود مكافحة الإرهاب والتطرف التي بذلتها الحكومات، حيث تم إحباط العديد من الهجمات الإرهابية وإفشال العديد من المخططات، وتفكيك خلايا لها صلة بالإرهاب والتطرف.
فإن هذه النجاحات بقية أسيرة سجل المقاربة الأمنية والزجرية، ولم تتعداه إلى مقاربة أعمق قادرة على اجتثاث وتفكيك منابع التطرف وحواضنه الاجتماعية وأسبابه، إذ تبقى أسئلة التربية، والاندماج، والهوية والتعددية، والقبول بالآخر تحاصر السياسات العمومية الأمنية والقضائية.
في الأخير ، إن أخطر ما ينتظر المجتمعات الاوروبية ومنها المجتمع الهولندي والبلجيكي هو هذا التحول الذي يجري بالانتقال من الجريمة إلى التطرف ومن التطرف إلى الفعل والسلوك الإجرامي في منظمات الجريمة الدولية العابرة للحدود، فالتحول بسهولة يحتاج إلى دراسات ميدانية لأنه لم تعد هناك حدود فاصلة بين شخص مدمن على المخدرات أو تاجر للمخدرات يصبح بسهولة حاملا لفكر ديني متطرف، ويجب تسليط الأضواء على هذا التحول ليس فقط ضمن الحاملين لتطرف السني وإنما الأخطر الحاملين لأفكار التطرف الشيعي في المجتمعين الهولندي والبلجيكي.
لقد حاولت هذه الدراسة تفكيك واقع التطرف السني بكل من هولندا وبلجيكا، وتقصي هذه الظاهرة من خلال البداية بتحليل منطلقاتها الفكرية وجذورها الأيديولوجية لدى عدد من المفكرين الذين شكلت كتابتهم ومواقفهم أحد أهم الأسس المرجعية التي تستند عليها التنظيمات المتطرفة والجماعات الجهادية في تبرير العنف والقتل، مثل كتابات حسن البنا والسيد قطب وابن تيمية والمودودي وغيرهم.
ووقفت الاطروحة على كيفية تحول ظاهرة التطرف من ظاهرة محلية إلى ظاهرة عالمية عابرة للحدود، والتي أدت إلى انتشار الأفكار الراديكالية المتطرفة بين الأقليات المسلمة من أصل عربي أو من أصل أوروبي، كما توصلت الأطروحة، إلى أن التطرف السني في هولندا وبلجيكا ظاهرة تتسم بالتنوع والتعقيد، كما أنها ليست ظاهرة حديث حيث تعود جذورها إلى الثمانينات من القرن الماضي، فهيا لا تقتصر على جنسية معينة أو على نظام عقائدي محدد.
ولوحظ أن وتيرة التطرف السني في هولندا وبلجيكا زادات بشكل تصاعدي منذ سنة 2011 تزامنا مع الأحداث التي عرفتها المنطقة العربية “الربيع العربي” وما تبعه من انهيار بعض الانظمة وبروز الجماعات المتطرفة في هذه المناطق مثل جبهة النصرة وداعش ، هذه الأخيرة استطاعت في وقت وجيز كسب عدة مئات من الأتباع الأساسيين وبضعة آلاف من المتعاطفين مع الأيديولوجية الجهادية في مختلف الأقاليم الهولندية والبلجيكية .
الأمر الذي استدعى البحث عن مختلف الأسباب والعوامل التي تقود الأفراد بهذين البلدين لاعتناق الفكر المتطرف، وتجعلهم عرضة للاستقطاب من طرف الجماعات والمنظمات الراديكالية، حيث تتفاعل مجموعة من العوامل فيما بينها في تكوين شخصية الفرد المتطرف، تجمع بين ما هو اجتماعي واقتصادي وديني وسياسي ونفسي، وكذا مختلف مظاهر التمييز والعنصرية واللامساواة في كافة مناحي الحياة.
الحسين برة
حاصل على درجة الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية من جامعة محمد
الخامس بالرباط. تركز أبحاثه في دراسة ظواهر التطرف الديني والعرقي والإرهاب وأثرها على العلاقات الدولية، له دراسات منشورة في مجلات علمية محكمة وفي مراكز أبحاث مختلفة.
He Holds a PhD in Public Law and Political Sciences from the University of Muhammad V in Rabat. His research focuses on studying the phenomena of religious and ethnic extremism and terrorism and their impact on international relations. He has published studies in many prestigious scientific journals and in various research centers.