أصداء الذات.. حسن طارق يفكّك الوطنية المغربية

  لا ينفصل البحث عن الهوية في السياق المغربي عن مسألة تكوّن الوطنية، التي تتأسس على الجمع بين الهوية والخصوصية الثقافية والكثافة التاريخية للأحداث. إنها وطنية تتجاوز الهوية والدّين، وتقترن ولادتها باللحظة التي تشكّلت فيها الدولة المغربية، ذلك أن استخلاص عناصرها والبحث في مسار تطورها هو عين ما أراد أن يصل إليه حسن طارق انطلاقا … اقرأ المزيد

الفلسفة المتعالية

 وبما أن المقام يخص هنا تحديدا تبيّن المنزلة الفلسفية التي تنزّلها هذا الفيلسوف، أو بالأحرى نوعا من الامتحان لأنفسنا في شأن مدى اقتدارنا على أن ننفلت من عوائد تقييد النظر فيما تقرر من نظم فكري، ومن اعتياد دأب على حصر الإبداع الفلسفي في هذ العلَم أو ذاك، فإنه نأمل أن يكون فعل الترجمة نوعا من تحفيز العقول على أن تتحرر من تقييد النظر في قامات فلسفية بعينها، ويجعلها على قناعة أن باحة الفلسفة وأبنية التفكير أعز من أن تحصر، إذا أردنا أن نكون على بيّنة وصورة وافية تكشف انتظام ضروب التفكير على تباينها، بحلاقته الصغيرة والكبيرة، وإذا ما كان غرضنا هو تحصيل نظرة موضوعية عن طبيعة التفاعل الذي نجم عن مختلف التصورات والنظريات.

حياة الديمقراطية وموتها

تهدف هذه المراجعة لكتاب “حياة الديمقراطية وموتها” لمؤلفه “جون كين”، للبحث في معنى الديمقراطية ومؤسساتها، ورصد جذورها التاريخية واتجاهاتها المعاصرة، حيث تطرق الكتاب -وهو المحاولة الأولى للكتابة عن حياة الديمقراطية وأيامها منذ أكثر من قرن- لجميع المحطات التي ارتكبت فيها الديمقراطيات أخطاء في مسارها التاريخي، الذي يرى المؤلف بأنه قد شهد مراحل اتسمت بثلاثة نماذج مختلفة للحكم؛ وهي: ديمقراطية التجمع أو المجلسية، وديمقراطية التمثيل، وديمقراطية الرقابة، ويشكك في فرضية أن الديمقراطية معيار عالمي يعبر عن القيم الغربية، إذ يرى أن مستقبل الديمقراطية ليس مرتبطا بالغرب ولا بالديمقراطية التمثيلية، ويحذر من أن ديمقراطية اليوم هي الأكثر هشاشة.

قراءة في كتاب الكواكبي: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

     لقد استأثرت إشكالية التغيّير والاصلاح، باهتمام واضح من طرف الفلاسفة، ورواد الحركة الإصلاحية بالعالم الإسلامي على حدّ سواء، خاصة مع بداية العصر الحديث. فبعد النَهضَة الأروبية التي تمثل بدايات عصر الأنوار الأروبية، طرح الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط(E. Kant)، سؤال وجيهًا ومفصليًا في نهاية القرن الثامن عشر، ما التنوير؟ وذلك ليبيّن ما كان، من جهة، وراء النهضة الأوروبية (la renaissance)، ويحُد من جهة أخرى، من حالة سُوء الفهم التي ارتبطت بمفهوم الأنوار واستعمالاته.

قراءة في كتاب اللوفيتان: الأصول الطبيعية والسياسية لسلطة الدولة لطومس هوبز

     يقع كتاب اللوفيتان: الأصول الطبيعية والسياسية لسلطة الدولة في 687 صفحة، استعرض فيها الكاتب جملة من الأفكار؛ التي شكلت منذ نشرها محور سجالات وتفاعلات شغلت ولازالت تشغل مفكرين وباحثين، أفكار تأرجحت بين الإنسان، الحكومة والدولة المسيحية وما سماه هوبز “في مملكة الظلام”.

الدين والإعلام في سوسيولوجيا التحولات الدينية

يروم هذا الكتاب إلى تقديم تفسير علمي لسياق نشوء الإعلام الديني في الوطن العربي، موضحا العلاقة الجدلية التي تربط بين حقلي الدين والإعلام، ومبرزا أهمية ربط النظريات السوسيولوجية المعاصرة بالحقل الديني، نظرا لما يشهده هذا الأخير من تحولات عميقة وجوهرية تمس مختلف جوانب الحياة، بالموازاة مع بروز فاعلين جدد في الحقل الديني، وما يشكله هذا من خطورة على المجتمعات العربية الإسلامية، خصوصا أن الفتوى أصبحت في متناول الجميع، وذلك بسبب الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، مع انتشار ما يسمى ظاهرة الدعاة الجدد.

العنف الجذري بوصفه ذاكرة الحداثة: مراجعة كتاب: العنف والذاكرة والصفح

قد اختار له المؤلف عنوان “العنف والذاكرة والصفح”، ويندرج الكتاب ضمن مباحث الفلسفة المعاصرة، وتحديدا: الفلسفة السياسية، فلسفة القانون، فلسفة التاريخ، وغيرها من المباحث الفلسفية المعاصرة التي سعت إلى تقويم ونقد وتفكيك سرديات الحداثة. بيد أن ما يميز الكتاب عن غيره، هو جدة مقاربته المنهجية والموضوعاتية؛ فهو يعد بحق جماع تجربة ومران مع المناهج  الفلسفية المعاصرة؛ بدءا بالتأويليات، وصولا إلى التفكيكيات، وإعمالها في موضوعات تكاد تكون غير مطروقة ومألوفة في الفكر العربي المعاصر.

مراجعة لكتاب الوباء من منظور سوسيولوجيا الفعل

صدر حديثا عن منشورات المركز المغربي للبحث والدراسات الترابية مؤلف جماعي: (الوباء في المدينة من منظور سوسيولوجيا الفعل) من تنسيق الباحثين الدكتور إدريس أيتلحو والأستاذ سعيد بلعضيش بدعم من مؤسسة هانز سايدل الألمانية في حدود 268 صفحة بالعربية و73 صفحة باللغة الفرنسية؛ وكلها دراسات وبحوث محكمة تتخذ من وباء كورونا موضوعا للدراسة والتحليل باعتماد مقاربات متعددة ومتنوعة باختلاف الحقول المعرفية والجوانب التي تم التركيز عليها في كل دراسة على حدة، وكنتيجة لذلك فالعنصر الناظم للدراسات التي يحويها المؤلف الجماعي هو تأثير وباء كورونا على كافة المستويات والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.

مدخل إلى الأنسنة الإسلامية

    صدر حديثاً للباحث عبد الله إدالكوس كتاباً بعنوان “مدخل إلى الأنسنة الإسلامية”، يتساءل فيه المؤلف عن إمكانية إنجاز نهضة فكرية إسلامية تنتصر للأبعاد الإنسانية، وتبشر ببناء إنسان آمن جديد، من خلال استثمار المنجز المعرفي المعاصر لتجديد الرؤى والمدركات بما يتوافق وروح العصر، ومتفائلا ببزوغ إمكان حضاري يؤهله لبناء أنسنة جديدة تعالج اعطاب النماذج التاريخية التي بدأت بالتبشير بمركزية الإنسان وانتهت الى موته وتفكيكه، من هنا يقترح الكتاب تقويم هذا المسار التاريخي عن طريق ما يسميه بـ”الأنسة الإسلامية”، والتي لا تعني بالضرورة القطيعة مع ما سبقها بقدر ما هي استلهام للخبرة البشرية واستثمار للقواسم المشتركة في العلم والمعرفة والعمران والمصلحة والمصير، واستنادا في الوقت ذاته إلى أصول الدين وكلياته.

ملاحظات حول كتاب “النبوة والسياسة” لعبد الإله بلقزيز

هل كان محمد بن عبد الله نبيا وكفى، أم كان صاحب مشروع سياسي؟ ألا يكون جامعا بين الدعوة إلى الله وبناء كيان سياسي؟ من يستقصي التجربة العربية – الإسلامية، فكرا وواقعا، يلاحظ تقابل العديد من الثنائيات المتعارضة (والمتساكنة في آن واحد): القرآن والسلطان، الصحابة والحاشية، الجهاد والحرب، الخلافة والمُلك، الشرع والسلطان، الدين والدنيا…
أغلب من يتحدّث باسم الإسلام، معتدلا كان أو متطرّفا، يتوق لتحقيق الطرف الأول من هذه المعادلات. يحلم بالخلافة وأولوية القرآن وتطبيق الشريعة وإعلان الجهاد… ومع ذلك، ينبئنا التاريخ كيف انقلبت الخلافة إلى مُلك، وتساكن الطرفان، وكيف تكامل الحكم السلطاني مع مبادئ الشرع، فتعايش الاثنان ، وكيف تجاورت، بل وتكاملت الوظائف السلطانية – الدنيوية (من وزارة وكتابة وحجابة…) مع الخطط الخلافية – الدينية (من قضاء وإفتاء وحسبة…) ، وكيف أصبغت كل الدول التي تعاقبت على الرقعة العربية الإسلامية طابع الجهاد على كلّ حروبها، حتى ولو كانت قتلا للمسلمين، بعضهم بعضا.
كلّ الثنائيات المذكورة تجد أصلها في ثنائية أعمق هي النبوة والسياسة؟ ذاك هو التساؤل المركزي الذي تتفرّع عنه كلّ القضايا المثارة في الكتاب.