الملكية في أفق جديد؛ أسئلة الدين والديمقراطية والنموذج التنموي

يرصد الكاتب الأبعاد القيمية والثقافية وآفاق الإصلاح السياسي في المغرب، وذلك بالبحث في أزمة الديمقراطية الليبيرالية وما واكب ذلك من ظهور للشعبوية واخفاقها في بناء قيم جماعية، يعتمد في ذلك على أطروحة فرانسيس فوكوياما حول دعوة إعادة بناء الهوية الوطنية. ليقدم نماذج من الديمقراطيات الجماعية الصاعدة في كل من دولة روسا والصين وإيطاليا، ودور الثقافة والدين في تشكيل هذه الديمقراطيات.

الفرق بين الأنانية والفردانية  

     ارتبط مفهوم الفردانية في العقل العربي المعاصر بمفهوم الأنانية، وهو غير بعيد عن بعض تصورات الفلسفة الغربية التي انتقدت الليبرالية والتي حاولت الحد من تمددها الاجتماعي، وهو تأويل خاطئ لشعار “اليد الخفية” لمؤسس الليبرالية الكلاسيكية آدم سميث، الملخَص في كلامه الشهير: “لا ننتظر عشاءنَا في عطف اللحام، صانع الجعة أو الخباز، ولكن من اهتمامهم بمصلحتهم الخاصة”. بذلك تم اختصار الفردانية في الأنانية في صورة نمطية للشخص البرجوازي المنشغل فقط بمصالحه المباشرة. إلا أن آدم سميث كان يقصد من وراء كلامه أن الفرد في بحثه عن مصلحته الخاصة هو بشكل غير مباشر وفي جوانب عديدة يساههم في تحقيق المصلحة العامة، هذه الأخيرة التي هي أيضاً مجموع المصالح الخاصة.  

مدخل إلى الأنسنة الإسلامية

    صدر حديثاً للباحث عبد الله إدالكوس كتاباً بعنوان “مدخل إلى الأنسنة الإسلامية”، يتساءل فيه المؤلف عن إمكانية إنجاز نهضة فكرية إسلامية تنتصر للأبعاد الإنسانية، وتبشر ببناء إنسان آمن جديد، من خلال استثمار المنجز المعرفي المعاصر لتجديد الرؤى والمدركات بما يتوافق وروح العصر، ومتفائلا ببزوغ إمكان حضاري يؤهله لبناء أنسنة جديدة تعالج اعطاب النماذج التاريخية التي بدأت بالتبشير بمركزية الإنسان وانتهت الى موته وتفكيكه، من هنا يقترح الكتاب تقويم هذا المسار التاريخي عن طريق ما يسميه بـ”الأنسة الإسلامية”، والتي لا تعني بالضرورة القطيعة مع ما سبقها بقدر ما هي استلهام للخبرة البشرية واستثمار للقواسم المشتركة في العلم والمعرفة والعمران والمصلحة والمصير، واستنادا في الوقت ذاته إلى أصول الدين وكلياته.

قراءة في كتاب حراك الريف: ديناميات الهوية الاحتجاجية

ملخص: يندرج الكتاب ضمن الكتابات التي تدافع عن سياسات الاعتراف والتعددية الثقافية التي ظهرت رداً على سياسات الدولة الوطنية، هذه الأخيرة التي عملت على بناء الهوية القومية استناداً لهوية الأغلبية المسيطرة، وإقصاء ثقافة الأقليات وتهميشها سياسياً واقتصادياً، لهذا استعمل الباحث مفهوم الصراع من أجل الاعتراف لدى الفيلسوف أكسيل هونيث كمدخل لفهم حراك الريف وما ينتج عنه من تمسك بالذاكرة الجمعية في صراعها مع النظام السياسي القائم، ومحاولة الحراك انتزاع الاعتراف من النظام.

       والكتاب هو دراسة ميدانية مهمة في مجالها، اعتمدت السيميائية الاجتماعية التي تبحث في دلالات الرمز والعلامة، وكذا المعاش اليومي الذي يبحث في السلوك والممارسة وأشكال التعبير الاجتماعي، وهي من الكتابات القليلة في الموضوع لوجود قيود سياسية.