فكرة التمثيل السياسي بالمغرب ومآل الوساطة الحزبية
تسعى هذه الورقة إلى الوقوف مع تعثر مسألة الوساطة الحزبية بالمغرب، وتنطلق من رصد مسار فكرة التمثيل السياسي والمآل الذي وصلت إليه، حيث تجادل في كون الصراع الذي انطلق بين الحكم وأحزاب الحركة الوطنية يعد من بين أبرز مسببات إنهاك فكرة الوساطة الحزبية، ففي خضم ذلك الصراع استطاع الحكم أن يرجح كفته ويمارس السلطة كفاعل أساسي داخل النظام السياسي المغربي، ولعل أبرز العوامل التي ساهمت في إقرار هذا الأمر تعود في جزء كبير منها إلى طبيعة الدولة المغربية والإرث التقليدي الذي ورثته، والحال أن هذا الواقع وإن رفضته هذه الأحزاب في البداية، فإنه مع الزمن تكرس لدرجة أضحى جزء لا يتجزء من الممارسة السياسية، لا زالت آثار هذا التعثر جاثمة على الحياة السياسية والدستورية إلى يومنا هذا، لذلك يعد مآل الوساطة الحزبية حسب ما انتهى إليه البحث ليس مردّه إلى ما يعرف بأزمة التمثيل السياسي.