تقديم:
قد يبدو لأول وهلة أننا أمام مفهومين متعارضين: الدولة، وهي رمز السلطة والقهر والإكراه والقيود القانونية. ثم الحرية، وهي بالذات تحرّر من هذا القهر ومن هذه القيود. كما أن الدولة تحيل على ما هو عام، مجتمعي وتاريخي، بينما الحرية، غالبا ما نحسّ أنها تعنينا، أولا وقبل كلّ شيء، كأفراد. والدولة مفهوم عام ومجرد يتجسّد في أشكال متغيرة تاريخيا منذ امبراطوريات الشرق القديم وصولا إلى الدولة الحديثة. والحرية هي أيضا مفهوم في غاية التجريد والإطلاقية، يجد تعيينا له حسب المكان والزمان؛ فهي الحصول على الاستقلال بالنسبة لشعب مستعمَر، وهي في نظر المرأة تحقيق المساواة، كما قد تعني التخلص من القيود المجتمعية بالنسبة للأجيال الجديدة، بل هي إيجاد عمل بالنسبة للعاطل، أو .التخلص من سلطة الأبوين في نظر الأبناء
ولكن، هل هناك فعلا تعارض مطلق بين طرفي هذه المعادلة؟ ألا يمكن أن يجد الفرد حريته داخل الدولة؟ وألا يمكن للدولة أن تؤتمن على حرية الأفراد؟ بل وهل يمكن تصوّر الحرية خارج نطاق الدولة؟
عزالدين العلام
أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. عضو هيئة تحرير مجلة “أبحاث” في العلوم الاجتماعية (الرباط)، ودورية “دفاتر سياسية”، و”-مقدّمات” (المجلة المغاربية للكتاب، الدارالبيضاء). وهو أيضا، عضو مؤسّس “للجمعية المغربية للعلوم السياسية”، و”مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية”، و”نادي التحليل السياسي” بالرباط، له عدة إصدارات باللغة العربية وترجمات.
Is a Professor of Political Science at the Faculty of Law in Mohammedia, Hassan II University in Casablanca. Member of the editorial board of “Research” magazine in the social sciences (Rabat), the periodical “Dafir Ea-Siyasiyya” and “Mokadimat” (Maghreb Journal of Books, Casablanca). He is also a founding member of the Moroccan Association of Political Sciences, and Center for Studies and Research in Social Sciences, and the Political Analysis Club in Rabat. He has several Arabic-language publications and translations.