أنت لست أكثر طيبة وطهارة من غيرك.. كيف تدفعك حسناتك لأن تُصبح شرّيرا؟

لنتخيّل المَشهَد الآتي: كُنتَ في أحد المحلات التجارية وتتمنّى لو أنّك تملكُ المزيدَ من المال هذا الشهر لرغبتك في شراء العديد من الاحتياجات لمنزلكَ الجديد، وبينما أنتَ تتسوّق اصطدمت سيارتان ببعضهما في الشارع الخارجيّ، فخرجَ مُوظّفو السوق للتحقّق من سلامة السائقين، فيما بقيتَ وحدَك داخل المحلّ التجاري، ودون وجود أيّ كاميرات للمراقبة، بالإضافة لوجود مَخرَج ينفذ لشارعٍ آخر غير الذي وقع فيه الحادث، هل ستأخذ قطعة ما من المحل دون أن تدفع ثمنها أم لا؟

حسنا، ماذا لو كان السؤال السابق لا يخصُّكَ أنتَ؟ وبدلا من ذلك راقبنا رجلا آخر تعرّض للموقف نفسه، هل تعتقد بأنّه سيأخذ قطعة دون أن يدفع ثمنها؟ كانت هذه تساؤلات سلسلة من الدراسات(1) التي أجراها فريق بحثي في جامعة نيويورك، وجدت الدراسة أنّ النّاس حين يُسألون عن تصرّفهم الشخصيّ حيالَ موقفٍ أخلاقيٍّ ما، فإنّهم يتوقّعون من أنفسهم سلوكا أكثر إيجابية ممّا سيجري على أرض الواقع، أيّ أنّ النّاس قبل تعرّضهم للموقف الحقيقيّ يتوقعون أنّهم سيُبلون بلاء حسنا دون غشٍّ ولا خداع، ولكنّهم حينما يتعرضون للموقف، فإن الكثيرين منهم يختلف تصرّفهم، وربما يتماهون مع ما يقومون به رغم إقدامهم على تجاوزاتٍ أخلاقية، وذلك على عكس ما يتوقّعون من أنفسهم.

اللافت في هذه الدراسات أيضا أنّ النّاس حين يُقيّمون أشخاصا آخرين، غير ذواتهم، فإنّ تخميناتهم غالبا ما تكون أقرب لما يحدث فعلا. وفي هذا يقول الباحثون: لقد وُجد أنّ الإنسان قادرٌ على التنبّؤ بتصرّفات الآخرين، أكثر من قدرته على التنبّؤ بتصرّفاته. لكن، ما تفسير هذه المفارقة؟

وجد الباحثون أنّ الإنسان حينما يُسأل عن سلوكه الشخصيّ، فإنّه يُفكِّر في نفسه من الداخل فقط، أيّ باستحضار قِيَمه الأخلاقية ومعتقداته، لكنّه حين يُسأَل عن سلوك الآخرين، فإنّه يستحضر السياق وخلفية الفرد، من وضعه الاقتصادي وحالته الاجتماعية وظرفه النفسيّ، فيستطيع أن يستحضر أنّ الآخر فقير بحاجة ماسّة إلى اقتناء هذه العبوّات من الطعام، لكنّه لا يفعل ذلك حين يتصوّر نفسه مكانه (نحن نتحدث هنا عن تصورات الفرد تجاه نفسه، لا عن الأفعال)، وإنّما يسأل نفسه: هل من الصائب أن أفعل هذا أم لا؟ وهل قِيَمي تسمح لي بذلك أم لا؟ وكأنّه لا يقع تحت تأثير الضغط النفسيّ أو الاقتصاديّ أو الاجتماعيّ أو الانفعالات التي أحدثها سياق الأحداث في تلكَ الّلحظة.ADVERTISING

ومن الجدير بالذكر أنّ عددا من علماء المُسلمين تنبّهوا إلى مثل هذه المفارقة حين يتصوّر الإنسان نفسه ويتصوّر غيرَه، ويُحاول أن يتوقّع سلوكه وتصرّفاته، ففي كتابه “الطب الروحاني”، يقول أبو بكر الرازي: “إنّه من أجل محبّة كلّ إنسانٍ لنفسه يكون استحسانه للحَسَنِ منها فوق حقّه، واستقباحه للقبيح منها دون حقّه، ويكون استقباحه للقبيح واستحسانه للحَسَن من غيره -إذ كان بريّا (مُجرّدا) من حُبّه وبُغضه- بمقدار حقّه؛ لأنّ عقله حينئذ صافٍ لا يشوبه ولا يجاذبه الهوى“.

إذن، نحنُ نعتقد أنّنا أكثر أخلاقية من غيرنا، أكثر طهارة و/أو أكثر طيبة. في الواقع، تُشير إحدى الدراسات إلى أنّه، حتّى أولئك الذين في السجون، يعتقدون أنّهم أكثر أخلاقية وأنّهم أفضل وأكثر طيبة ولُطفا من أولئك المدنيين الأبرياء خارج السجن(2). إذ إنّ أحد أهمّ مخاطر الشعور بالتفوّق الأخلاقيّ، أو الاغترار بالذات والإعجاب المُفرِط بمُستواها الأخلاقيّ، هو أنّ تصوّرنا لأنفسنا بأنّنا جيّدون وأنّ لدينا رصيدا واسعا من الممارسات الأخلاقية، سينقلب عكسيا في مرحلة ما، ففي إحدى الدراسات العلمية(3)، وُجدَ أنّ اعتقاد الأشخاص بأنّهم قد قاموا بتصرّفات حسنة وأخلاقية في الماضي، يمنحهم “رُخصة أخلاقية (Moral licensing)” لارتكاب تجاوزات أخلاقية مُستقبلا.ADVERTISING

ومن الأمثلة على هذه “الرخصة” الأخلاقية، ما وُجد عند بعض أولئك الذين يتطوّعون في الجمعيات الخيرية مثلا، وما يقومون به بعد بذلهم لجهودٍ تطوّعية كثيرة، إذ يحدث أن يسمحوا لأنفسهم بأخذ بعض المعدّات والمُستلزمات المكتبية والورقية من الجمعية دون إذن أحد أو علمه. وبحسب الباحثين، ما يحدث لدى هؤلاء هو أنّهم يَرونَ -بطريقة أو بأخرى- بأنّ رصيدهم الأخلاقيّ السابق (أفعالهم الخيرية المجّانية) تُبيحُ لهم أخذ بعض المكافآت الرمزية والقليلة بين الحين والآخر(4)، إذ إنّ هذه التجاوزات الصغيرة لا قيمةَ لها أمام العطاء الخيريّ والتطوّعيّ الذي قدّموه مُسبَقا بالمجّان.(5)

للرخصة الأخلاقية تطبيقات عدّة، وهي تطبيقات يُدركها خبراء التسويق في زيادة مبيعاتهم، فمثلًا تقوم بعض شركات الطيران بإعطاء المسافرين خيار إضافة نسبة على المبلغ الرئيسي لسعر تذكرة الطيران تحت مُسمّى (تعويضًا عن انبعاثات الكربون) كطريقة ترويجية لمواجهة التغيّر المناخي، فيما هي تعزّز سلوك المسافرين، الذين يستمرون في السفر أكثر وأكثر، لأنّهم يشعرون كما لو أنّ لديهم رصيد أخلاقي يُعفيهم من أي حرج أخلاقي (طالما أنّهم يدفعون مبلغًا تعويضيًا).ADVERTISING

وحتّى على المستوى السلوكي واليومي، فإنّ النّاس حين يقومون بتركيب سخّانات المياه الموفّرة للطاقة، فإنّهم يزيدون من مدّة الاستحمام، وكذا فإنّ أولئك الذين يطلبون مع وجباتهم السريعة مشروب غازي خالي من السكّر مثلًا، يشعرون برصيد أخلاقي، يُحاولون مكافئة أنفسهم عليه، عبر زيادة حجم الوجبة أو إضافاتها من الجبنة ونحوه.

أمّا على المستوى الاجتماعي والسياسي، فقد وجدت الدراسات أنّ أولئك الذين يُصرّحون بشكلٍ علني عن أنّهم مناصرين للمساواة والتمثيل المتساوي للأعراق والأجناس المختلفة، يشعرون بأريحية أكبر لممارسة سلوكيات تمييزية، فعلى سبيل المثال، وجدت أحد الدراسات أنّ الأشخاص الذين يقولون أنّهم ضد الإجراءات التمييزية على أساس الجنس، هم أكثر ميلًا لاختيار الذكور لوظائف يشغلها في العادة الذكور.(6)

يمكن القول إذن: لقد صار متواترا في حقل علم النفس الاجتماعيّ أنّ النّاس -عموما- يعتقدون أنّهم أفضل من غيرهم؛ وذلك لأنّهم يُقيّمون أنفسهم بدرجة أعلى من غيرهم على مستوى الذكاء (أنا أكثر ذكاء من معظم النّاس)، والمعرفة، والعقل، واللطف، والطموح، بل وحتّى التواضع، إذ قد يقول الإنسان للآخرين وبكلّ تباهٍ: “أنا أكثر تواضعا منكم أنتم”. وصار العُلماء يُطلقون على مَيل الناس إلى تقييم أنفسهم بشكلٍ أفضل من غيرهم اسم “التفوّق الذاتي(7) (Self-Enhancement)”.

هذه الملاحظة ذاتها، أي من ناحية الفكرة، شغلت عددا من علماء التزكية وتربية القلوب في التاريخ الإسلاميّ، فقد ذكر الإمام ابن عطاء السكندريّ في حِكَمه معنى لطيفا حول هذه المُفارقة، وهي شعور المَرء وتصريحه بأنّه أكثرُ تواضعا من غيره، وأنّ هذه القناعة بحدّ ذاتها قد تكون فخّا للوقوع في التكبّر والغرور حين قال: “مَن أثبتَ لنفسه تواضعا فهو المتكبّر حقّا، إذ ليس التّواضع إلّا عن رِفعة، فمتى أثبتّ لنفسكَ تواضعا فأنتَ المُتكبر، ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنّه فوق ما صنع، ولكنّ المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنّه دون ما صنع”.

 كيف نستثمر الأزمات لتسويق ذواتنا؟

من الظواهر الاجتماعية التي حفّزتها منصّات التواصل الاجتماعيّ ظاهرة يصفها الباحثون في علم النفس بـ”التباهي الأخلاقيّ”(8)، وهي استغلال النقاشات الأخلاقية من أجل تسويق الذات والتباهي أمام النّاس، والمُزاودة على كلام الآخرين بأنّنا متعاطفون أكثر من غيرنا مع قضيةٍ ما. المُلاحَظ بحسب الباحثين “جاستن توسي” و”براندون وارمك” هو أنّ النّاس لا يعنيها مساعدة الضحايا الذين يُدَار النقاش الأخلاقيّ حَولَهم، لكن ما يهمّهم حقا هو التباهي الأخلاقي وإثارة إعجاب الآخرين والحصول على مديح شخصيّ ومكانة اجتماعية جيّدة عبر الظهور بمظهر أكثر إنسانية وأخلاقية من الآخرين.ADVERTISING

ما وجدته دراسات “التباهي الاجتماعيّ” أنّ أولئك الذين يخوضون جدالاتٍ أكثر مع النّاس بغرض التباهي الأخلاقيّ، غالبا ما يُسجّلون قِيَما مُرتفعة على مقياس الشخصية النرجسية. ولم تظهر أيّ علاقة بين التوجّه السياسيّ للشخص وبين التباهي الأخلاقيّ، لكن وُجدت علاقة بين التباهي الأخلاقي و”التطرّف الأيديولوجي”، فالأشخاص من أقصى اليمين وأقصى اليسار غالبا ما ينخرطون بنشاطات التباهي الأخلاقي أكثر من غيرهم لغايات الاستقطاب السياسيّ. وممّا وُجِد أيضا أن المُتباهين أخلاقيا -في الغالب- أكثر عدائية مع الآخرين من حولهم حين يخالفونهم الرأي، ولذلك هُم يخسرون صداقاتٍ مُتعدّدة على الدوام.

لم يتردّد علم النفس في دراسة مفهوم “النفاق الأخلاقيّ”(9)، والنفاق الأخلاقيّ هو سعي الإنسان للظهور بمظهر أخلاقيّ أمام النّاس، وخرقه بينه وبين نفسه. ويُقاس النفاق الأخلاقيّ أيضا كمُفارقة بين ترديد الفرد لإيمانه بقيمة أخلاقية مُعيّنة في الوقت الذي يتجنّب فيه تحمّل أي أعباء أو كُلَف أخلاقية مُترتبة على القيمة الأخلاقية التي يُنادي بها إن أمكنه ذلك، وهذا يعني اختلاف سلوك الإنسان حين يفقد المراقبة عن سلوكه حينما يكون في مكانٍ عام بينما ترصده عيون الآخرين.

في إحدى التجارب(7) الشهيرة في علم النفس، طُلب من المشاركين أن يقوموا بتوزيع مُهمتَين بينهم وبين شخصٍ آخر (مجهول)، إحدى هذه المهام مُحبّبة؛ لأنّه بعد الانتهاء منها يحصل مَن يُنجزها على تذاكر لليانصيب، أمّا المهمّة الثانية فهي غير مُحبّبة؛ لأنّ مَن يُنجزها لا يحصل على أيّ شيء. وكان أمام المُشاركين ثلاثة خيارات:

  • أن يقوموا بتعيين المُهمّة المُحبّبة لأنفسهم مباشرة.
  • أن يقوموا بتعيين المُهمّة المُحبّبة للمشارك الآخر مُباشرة.
  • أن يحتكموا إلى قُرعة عشوائية عادلة (مثل قلب عُملَة مَعدنية) وهي تقرّر الفائز بالمهمّة المُحبّبة التي يحصل صاحبها على تذاكر اليانصيب.

اختار معظم المُشاركين أن يحتكموا إلى القرعة العشوائية العادلة بالرغم من أنّهم كانوا يملكون خيار تعيين المهمّة المُحبّبة إلى أنفسهم، مع هذا ولكي يظهروا بمظهر أخلاقيّ وغير أنانيّ، أرادوا الاحتكام للعُملة المَعدنية كقرعة عشوائية. ما سيحدث بالتجربة هو أنّ قلب العملة المعدنية سيتمّ بالخفاء، أيّ أنّ المُشارك سيقوم به وحده، ومن ثمّ يُوكِل المهام لنفسه وللشخص المجهول الآخر بحسب نتيجة القرعة. ووجدت الدراسة أنّ 90% من المُشاركين، أي 9 من أصل 10، كانوا قد فازوا بالقرعة لأداء المهمّة المُحبّبة بأنفسهم، بينما يقوم الشخص المجهول بأداء المهمّة غير المُحبّبة.

هذه النتيجة فائقة إحصائيا، إذ بحسب مبدأ الاحتمالات، تُعطي العُملة احتمالا بفُرصة (50%) للفوز بالمهمة العادلة للمُشاركين، وهذا يعني أنّ الأشخاص بالرغم من أنّهم أرادوا الظهور بمظهَر أخلاقيّ عند الاحتكام لقرعة قلب العملة فإنّهم في الخفاء قاموا بالغش والخداع وعدم الالتزام بنتيجة القرعة، وسجّلوا لأنّفسهم أداء المهمّة المُحبّبة وكأنّها نتيجة العملة، بالرغم من أنّها لَم تكن كذلك.

ما عواقب تصنيف النّاس بدلا من تفهّمهم؟

الشعور بالتفوّق الأخلاقيّ ينبع من قناعة ضمنية وشعور عميق لدى الإنسان بالاكتمال والحصانة ضد المنزلقات الأخلاقية، وهذا الشعور المُتوهّم كما سبق الذكر قد يكون نفسه مُبرّرا لارتكاب بعض التجاوزات الأخلاقية في المُستقبل. كما أنّ الشعور بالاستعلاء المَعرفي قد يدفعنا للمخاطرة حتّى على مستوى مالي، ظنّا منّا أنّه يمكننا التنبؤ بشكلٍ صحيح بالأحداث القادمة أو سلوك الآخرين، كما يحصل مع مَن يُلازمهم الانحياز الإدراكي المُتأخّر.

أمّا على المستوى الاجتماعي، فخطورة الشعور بالتفوّق الأخلاقي هو أنّه يخلق مسافة بيننا وبين الآخرين بطريقة تدميريّة؛ لأنّ الشعور بالتفوقّ يحرمنا القدرة على التفاوض مع الآخرين أو حتّى إعطائهم فُرصة، أو إيجاد أيّ حلول وسطية، وهذا كلّه يؤول إلى ذات غير مُتعاونة ومعتدّة بنفسها بشكلٍ نرجسيّ. وهذا الاعتداد أيضا يُقلّل من فُرَص احتمالنا للنقاش، فحين نكون مُتيقّنين من مواقفنا باعتبارها المُثلى والمُطلقة، وهذا من شأنه أن يُقلّل مُدّة احتمالنا لنقاش الآخرين؛ لأنّنا نعتقد أنّ المسألة واضحة ولا تحتاج إضاعة كل هذا الوقت، يعني ذلك أنّ أيّ نقاش مع الآخرين، يتحوّل إلى مصنع لكراهيتهم؛ ذلك أننا لا نراهم أكثر من مُجرّد أشخاص مُثيري للجدَل، مع أنّنا نرفض أن نمنحهم نقطة وسطية للنقاش.

يُؤدّي الشعور بالتفوّق الأخلاقيّ إلى انحيازنا نحو اختصاراتٍ تفكيرية للتعامل مع الآخرين، وبدلا من أن نتفهّم الآخرين، نصير أكثرَ تصنيفا لهم على أُسس ثُنائية أخلاقية: يؤمنون بقِيَمي (جيّدون)، لا يؤمنون بقِيَمي (سيّئون). وهكذا تزداد الفجوة بيننا وبين الآخرين بدلا من أن تتقلّص، وهو ما يتنافى أساسا مع المبدأ الأخلاقي القائم على أنّ التواضع سمة أخلاقية رفيعة، وأنّ التودّد للآخرين والاقتراب منهم ومساعدتهم من أنبل التصرّفات.

_________________________________________________

المصادر:

  1. Balcetis, E., and Dunning, D. (2011). Considering the situation: Why people are better social psychologists than self-psychologists.
  2. Sedikides C, Meek R, Alicke MD, Taylor S. Behind bars but above the bar: prisoners consider themselves more prosocial than non-prisoners.
  3. Blanken I, van de Ven N, Zeelenberg M. A Meta-Analytic Review of Moral Licensing. Personality and Social Psychology Bulletin.
  4. Jessica Cascio, E. Ashby Plant. Prospective moral licensing: Does anticipating doing good later allow you to be bad now?
  5. Conway P, Peetz J. When Does Feeling Moral Actually Make You a Better Person? Conceptual Abstraction Moderates Whether Past Moral Deeds Motivate Consistency or Compensatory Behavior.
  6. Moral licensing: a culture-moderated meta-analysis. Philipp Simbrunner & Bodo B. Schlegelmilch (2017).
  7. Self-enhancement in moral hypocrisy: Moral superiority and moral identity are about better appearances Dong M, van Prooijen JW, van Lange PAM (2019).
  8. Tosi, J. (2020). Grandstanding: The Use and Abuse of Moral Talk. Oxford University Press.
  9. Batson, C. D., & Thompson, E. R. (2001). Why don’t moral people act morally? Motivational considerations.