الأمازيغيّة في المغرب بين التّنصيص القانونيّ وإشكاليّة التّرسيم والإدماج في الحياة العامة

نشرت هذه الدراسة ضمن مؤلف جماعي صدر عن مركز تكامل للدراسات والأبحاث سنة 2021: “الدولة وسؤال الهوية في المنطقة المغاربية -أعمال متكاملة–“، الكتاب متوفر في المكتبات وقابل للتحميل على الموقع الإلكتروني للمركز.


تقديم

يعتبر موضوع الأمازيغيّة في المغرب من المواضيع التي تكتسي أهمّية بالغة، إن على المستوى النّظريّ أو الأكاديميّ أو العمليّ؛ فعلى المستوى النّظريّ يمكن اعتبار موضوع دسترة وتفعيل الطّابع الرّسميّ للأمازيغيّة في المغرب ذو أهمّيّة كبيرة، لأنّه يهتمّ بالبعد الهوّياتي للأمازيغيّة التي تعتبر من مقوّمات الهوّية المغربيّة. أمّا على المستوى الأكاديميّ، فهذا الموضوع في حاجة ماسّة إلى باحثين متخصّصين من جميع الحقول المعرفيّة لتأصيله وتقعيده من النّاحية المفاهيميّة. أمّا بالنّسبة للأهميّة العمليّة، فهو موضوع يثير اهتمام الرّأي العامّ الوطنيّ لارتباطه بالهوّية الوطنيّة، ومشروع مستقبليّ هادئ ومتدرّج، ينبغي أن يبقى بعيدًا عن المزايدة السّياسيّة؛ فالصّياغة الدّستوريّة مثّلت حدًّا أدنى من التّوافق الوطنيّ في المسألة اللّغويّة. والمسؤوليّة الوطنيّة تستدعي رعاية هذا التّوافق والامتناع عن كلّ ما يؤدّي إلى نقضه أو هدمه، لكي ينجح الجميع في ربح هذا الاستحقاق، لأنّ المساس بالهوّية يعني المساس بكيان الدّولة في حدّ ذاته.  هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمازيغيّة، قبل أن تصل إلى مرحلة دسترتها، لتصبح لغةً رسميّةً في الدّولة إلى جانب اللّغة العربيّة، مرّت بمجموعة من المحطّات الأساسيّة التي أقرّت بمكانتها في تعزيز الهوّية الوطنيّة الغنيّة بتنوّع روافدها.