علي أومليل: الديمقراطية كاختيار ثقافي

     ولد “علي أومليل” في أواخر سنة 1930 بمدينة القنيطرة؛ بعد أن أنهى دراسته الثانوية بالمدرسة الخديوية بالقاهرة سنة 1956، سوف يعود لاستكمال دراسته العليا بكلية الآداب (قسم الفلسفة وعلم النفس) بجامعة القاهرة، ليحصل على شهادة استكمال الدروس الجامعية سنة 1960. قبل أن يسافر أواخر الستينات لباريس حيث أنجز أطروحة الدكتوراه بجامعة السوربون عن ابن خلدون، والموسومة بعنوان “الخطاب التاريخي: دراسة لمنهجية ابن خلدون”. عاد “علي أومليل” بعد ذلك للمغرب ليؤسس لنفسه موقعا ضمن أهم الرواد المؤسسين لحقل الدراسات الفلسفية في المغرب.

     عرف “علي أومليل” في المغرب بداية كشاب مناضل في صوف “الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، إذ يعتبر كالراحل “محمد عابد الجابري” والمؤرخ “عبد الله العروي” أحد تلامذة مدرسة “المهدي نبركة” التي تمزج بين الكفاح النضالي والسياسي وبين الاجتهاد الفكري. سيستمر التزام “علي أومليل” بالنضال السياسي بتأسيسه للجمعية المغربية لحقوق الإنسان كأول جمعية حقوقية في المغرب سنة 1980، في وقت كان المشهد السياسي المغربي يعرف غليانا مجتمعيا وسياسيا. قبل أن ينتقل إلى تتويج رصيده النضال بالعمل الفكري سواء من خلال كتاباته الغزيرة أو بمشاركاته العلمية بمختلف ربوع المنطقة العربية، التي ستوازيها تحمله للعديد من المسؤوليات كأمين عام لمنتدى الفكر العربي في عمان، أو كعضو في المركز القومي العربي والمعهد العربي لحقوق الإنسان والمجتمع الثقافي العربي، قبل أن يتحمل مسؤولية الحقيبة الديبلوماسية كسفير بدولة “مصر”  ثم “لبنان” منذ سنة 2008.