تقديم:
يعتبر الخطاب الساخر الذي اتخذته شعوب العالم لاسيما الشعب العربي للتعبير عن المأساة التي يواجهها اليوم في زمن جائحة كورونا، أسلوبا مفارقا لماهية الحدث، فقد بات الخطاب الأكثر رواجا وتداولا خاصة عبر منصات التفاعل الاجتماعي، إلا أن ذلك لم يرق للكثير من الناس المثقفين منهم وحتى العامة، ففي رأي الكثير أنّ في مثل هذه الظروف العصيبة تعد السخرية عدائية، باعتبار أنّ الأمر جلل، لذا لابد من أن ننظر له بجدية أكثر حتى نكون أكثر وعيا به، لكن رغم كل هذه الاستياءات يبقى هذا النوع من الخطاب بأشكاله المتعددة يتصدر قائمة الخطابات التي عبرت عن جائحة كورونا وتداعياتها.
تعد الصورة الكاريكاتيرية من الأشكال الساخرة التي استطاعت أن تلامس إلى حد بعيد مأساة الوباء من عدة جوانب نفسية واجتماعية واقتصادية وحتى سياسية سواء بتوصيف الجائحة توصيفا متفردا أو بالمساهمة في نشر الوعي الفردي والجماعي أو بمحاولة التخفيف من الآثار النفسية المريعة التي خلفتها الشائعات المغررة بين أوساط العامة، وإنّ هذا التوجه المفارق الذي اتخذه الفنان العربي للتعبير عن هذه المأساة التي باتت تؤرق وجوده يصدع بسؤال مهم وهو:
كيف أبرز الخطاب الساخر المكونات الدلالية لموضوع “جائحة كورونا” من خلال الفضاء الفني الكاريكاتيري؟
شهرزاد بلعربي
أستاذة الأدب العربي، جامعة ابن خلدون، تيارت-الجزائر.
Professor of Arabic Literature, Ibn Khaldoun University, Tiaret – Algeria.