تجليات مبادئ فلسفة الأنوار في الدستور البريطاني غير المكتوب

قامت الثورة المجيدة [1688] ببريطانيا قبل الثورة الفرنسية بمائة عام واحد، تميزت بكونها سلمية؛ حيث عززت سلطة الشعب وقلصت سلطة الحكم الملكي المطلق، وأنهت عصور الاستعباد والاستبداد والظلم، وأحلت محلها بداية عصر الحقوق والحريات، ليعيش الانسان البريطاني بكرامة وحرية، وبالتالي يعتبر الشعب البريطاني أول من عرف النظام الديمقراطي في العالم، رغم أنه لم يكن بالمستوى والمعنى المعاصر، إلا أنه استطاع إرضاء فئة كبيرة من البريطانيين، وقد أدى فلاسفة الأنوار خاصة الفيلسوف جون لوك دورا محوريا في بناء مبادئ الثورة المجيدة، وإرساء أسس ممارسة السلطة، من خلال فلسفتهم السياسية، وقد أصدرت بريطانيا العديد من الوثائق الحقوقية لتأطير نظامها السياسي، وكان أهمها وثيقة الميثاق الأعظم للحريات Magna Carta .                             

ملامح الثورة الأمريكية التنويرية في النظام الدستوري

توج الدستور الأمريكي كأول دستور مكتوب، لنظام حكم جمهوري ديمقراطي، مشكلا حكومة وطنية فدرالية قوية، نظامها السياسي قائم أساسا على المبادئ التنويرية الكبرى كالحرية والمساواة وفصل السلطات وغيرها، هذا الدستور بهذه المبادئ أدى دورا هاما في توحيد الشعب الأمريكي وانصهار الاختلاف والتنوع العرقي والجغرافي والديني واللغوي في المصهر الأمريكي، بعد ثورة الاستقلال ضد المستعمر الانجليزي، هذا التنوع جعل من الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية بشكل مباشر دون المرور من مرحلة انتقالية كباقي الدول، ورغم المكانة الكبيرة التي تحتلها أمريكا عالميا خاصة في مجال الحقوق والحريات، إلا أنه لا يمكن التغافل عن بعض الخروقات لا سيما المساواة بين البيض والسود كأكبر معضلة تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية.

مظاهر تأثير الحركة التنويرية في سن الدستور الفرنسي

الملخص:      بعد ما عانته فرنسا من ويلات الاضطهاد والاستعباد والظلم والاستبداد الملكي المطلق المستند على نظرية الحق الإلهي، توسع نفوذ وصلاحيات النبلاء ، وهيمنة الكنيسة وعدم خضوعها لأي قانون ومحاسبة، جاءت الثورة لتضع حدا لعصور الاستبداد والتسلط والخروج من هذا الواقع المظلم؛ حيث تعتبر ثورة 1789 نقطة تحول كبيرة في النظام السياسي الفرنسي، غيرت … اقرأ المزيد