الاعتراف الدستوري بالحقوق اللغوية والثقافية: الأشكال والتجارب الديموقراطية التجربة الكندية والبلجيكية نموذجا
بالرغم من الاهتمام الكبير الذي حظيت به فكرة حقوق الإنسان من قبل الدساتير الوطنية منذ منتصف القرن الماضي، وذلك جراء عملية التدويل التي عرفتها هذه الفكرة، حيث اتخذت معها بعدا كونيا ووطنيا في الآن. ظلت فئة الحقوق الخاصة بالحقوق اللغوية والثقافية أقل تأطيرا واعترافا من قبل هذه الدساتير. قبل أن تجد موضعها الخاص والاستثنائي، داخل تجارب دستورية ديموقراطية، حتمت عليها أوضاعها السياسية والمجتمعية أن تجد سبلا سياسية وقانونية متنوعة للاعتراف بهذه الحقوق وبطريقة ديموقراطية. مما أنتج تباينا وتنوعا في أشكال هذا الاعتراف، أسفر من خلاله على بناء نماذج ومُثل على مستوى الممارسة الديموقراطية للتدبير الدستوري لتنوع المجتمعات لغويا وثقافيا.