ثقافة الإبداع ودينامية السياق الاجتماعي وأشكال التواصل: قراءة في الإبداع في زمن الوباء

إن فهم مسارات الإبداع ودورها في بروز ثقافة أو ثقافات بديلة أو انتقادية أو معارضة أو احتجاجية أو موسمية، لا ينفصل عن هذه العلاقة التفاعلية المجتمعية. وبناء على هذه المقاربة، فإن ما يعرف بـ”الثقافة الحضرية” أو الشعبية الملازمة لحدث ما، مهما كان نظامه وعوامل وجوده تتأسس وتتشكل بناء على المشاركة التفاعلية الفردية والجماعية ونشاطها. إن هذه الثقافة الإبداعية المستجدة تعتبر بدورها فضاء مجتمعيا حركيا تنتشر فيه إبداعات ثقافية تأخذ من موضوع الوباء أو الجائحة على سبيل المثال، سندا ومتنا أساسيا لها، ساهم فيها المتخيل الشعبي الجمعي والفردي بقسط وافر، وزاد من انتشارها وسرعة تداولها بالإضافة إلى حجم الكارثة وتأثيرها في النفوس، وسائط التواصل التكنولوجي والإعلام الرقمي الذي جعل هذا الإبداع المستمد من “الفيروس” يتناسل ويتداول بسرعة.