إشـكـاليّـة الـهـوّيـة وامـتـداداتـهـا التـّربـويـّة: تحليل بعض مضامين الخطابين السّياسيّ والتّاريخيّ المدرسيينّ

نشرت هذه الدراسة ضمن مؤلف جماعي صدر عن مركز تكامل للدراسات والأبحاث سنة 2021: “الدولة وسؤال الهوية في المنطقة المغاربية -أعمال متكاملة–“، الكتاب متوفر في المكتبات وقابل للتحميل على الموقع الإلكتروني للمركز.


مُقدّمة

تُقدّم هذه المساهمة قراءةً تحليليّةً وتركيبيّةً لبعض مضامين الخطابين السّياسيّ والتّاريخيّ المدرسيّينحول مظاهر تطوّر إشكاليّة الهوّية المغربيّة وإعطاء نظرة بانوراميّةحولها[1]، من خلال التّركيز في المحور الأوّل من هذه الدّراسة على أبعادٍ ثلاثة، وهي: البُعد الجغرافيّ وما يتّصل به من عناصر ومُؤشّرات لصيقة الصّلة بإشكاليّة الهوّية، فيما يقدّم البُعد المرتبط بالدّين والمقدّس نظرة عن كيفيّات تطوّر هذين المُعطيين، من خلال استخراج أهمّ العناصر الدّالة على تطوّر الهوّية في مجال الدّين والمعتقد. أمّا البُعد الأخير، فقد تمّ التّركيز فيه على مُجمل العناصر الهُوّياتيّة المتعلّقة بالمجالين الثّقافيّ واللّغويّ وما يرتبط بهما من قيم وطقوس وأعراف جماعيّة ذات حمولة قيميّة تُحيل على الهوّية.

أمّا المحور الثّاني، فقد تمّ التّركيز فيه على عيّنة من المؤشّرات ذات الصّلة بتدريس مادّة التّاريخ، بوصفها مادّةً دراسيّةً حاملةً للقيم والمعايير والأفكار والتّصوّرات حول الماضي والحاضر واستشراف آفاق المستقبل؛ وتتمثّل هذه المؤشّرات في المؤشّر المجالي، من خلال استحضار طبيعة وكيفيّة حضوره في المضامين المدرسيّة لمادّة التّاريخ، مع استحضار أهمّيّة المقارنة في هذا الباب. ثمّ المؤشّر الزّمنيّ عبر رصد التّفاضل المعياريّ بين الفترات التّاريخيّة في محتويات نفس الدّراسة، وتفسير أسباب ذلك؛ وأخيراً تسليط الضّوء على بعض التّيمات والقضايا الحسّاسة ذات العلاقة بالشّأن المجتمعيّ مثل التّمثّلات حول المرأة والأقلّيات وبعض القضايا التّاريخيّة المُهمّشَة.


[1]– Rapport stratégique 2016:  Panorama du Maroc dans le monde, Publié par Institut Royal des Études Stratégiques, Février 2016. Consulté le 29 avril 2019.URL:http://www.ires.ma/wp-content/uploads/2016/10/PANORAMA-2016.pdf