مضمرات خطاب الحرب على الإرهاب في الجزائر: بين عنف السياسة وسياسة العنف

تبتغي هذه الورقة البحثية دراسة مضمرات خطاب الحرب على الإرهاب في الجزائر ومحاولة تفكيك أوصاله من خلال التركيز على استعمالات “الحرب على الإرهاب” بما تحمله هذه العبارة من دلالات تسائل الكشف عن مختلف مضامينها ومحتوياتها واستظهار بعدها الوظيفي في النسق السياسي الجزائري، وقد كشفت الدراسة أن توظيفات خطاب الحرب على الإرهاب في الجزائر لا تكون بريئة في غالب الأحيان خصوصا وأنه يقع في صميم  تقاطع عنف السياسة وسياسة العنف، إذ لا يمكن تحليل مضامينه الظاهرة، أي ما يعلن عنه فقط، وإنما دائما ما يحمل في ثناياه تعبيرات مضمرة برهنت أنها دائما تندرج ضمن مسعى اقتفاء أثر إضفاء الشرعية على النظام القائم، كما برزت تناقضاته بخصوص مدى اعتباره نموذجا فريدا على المستوى الداخلي والخارجي كما يراد تسويقه، وأيضا كشفت الدراسة عن اعتماده كوسيلة للحد من ارتفاع وتيرة الاحتجاجات التي تعد كرد فعل جماهيري على أزمة النظام الحاكم.

هندسة العمارة البرلمانية وسينوغرافيا السياسة

تهدف هذه الدراسة الى مقاربة الهندسة المعمارية البرلمانية كمجال حديث في العلوم السياسية، والتي اصبحت تعنى بها حتى الدراسات البرلمانية، وقياس مدى ارتباطها بسينوغرافيا السياسة، أي ان الدراسة تمضي في إظهار مدى أهمية دراسة هندسة وتصميم المجالس البرلمانية ليس فقط كجزء من النهج المؤسسي المادي والجامد في العلوم السياسية. ولكن من خلال بعدها التفاعلي والدينامي عبر التركيز على الجانب الوظيفي، والدلالي والذي يضفي نوعا من السينوغرافيا-هنا تحضر المباني كتصميم وهندسة وتعبير عن عناصر مشهدية للبرلمان من حيث الديكور والزخرفة والتقنيات مع تحديد انماط الجلوس والتفاعل، أي تحديد العناصر البصرية للعرض البرلماني على الممارسة السياسية والبرلمانية.

المراقبة الرقمية في زمن جائحة كورونا بين “مجتمع البانوبتيك” ومنطق “الأخ الأكبر يراقبك”

تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف المشكلات المختلفة المرتبطة بتوظيف المراقبة الرقمية في دول مختلفة ، أثناء مكافحة فيروس كورونا ، فعلى الرغم من أهمية هذه المراقبة ، ظهرت أصوات كثيرة معارضة ومنددة بها ، رأت في هذا إحياءً لنموذج مجتمع “البانوبتيك” الذي سبق ان نظر له ” جيريمي بينثام”.كما رأى العديد من الباحثين والمتتبعين أيضًا في هذه المراقبة الرقمية انبعاثًا لفكرة “الأخ الأكبر يراقبك” -جورج أورويل 1984- ، والتي كانت موجودة منذ عقود ، وهي عبارة شائعة الاستخدام لوصف المراقبة أو انتهاكات الخصوصية. “الأخ الأكبر” هو استعارة مألوفة تستحضر رؤى السيطرة السياسية على المواطنين وخصوصا المعارضين ، وتجسيد الحكم الشمولي ، وفقدان الحرية الفردية. فقد سبق أن تكهن جورج أورويل (1949) في روايته “1984” عن مجتمع مستقبلي حيث يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في حكم الأوليغارشية الحاكمة وقدرتها على السيطرة على مواطنيها.