نُشرت هذه الدراسة ضمن المؤلف الجماعي الذي أصدره مركز تكامل للدراسات والأبحاث سنة 2019 بعنوان: “تدبير المجالات الحضرية بالمغرب في سياق متغير-مؤلف جماعي-” وهو معروض في المكتبات.
مقدمــة:
يعالج هذا المقال إشكالية التغييرات الذي لحقت الجانب الاجتماعي والعمراني بمدينة طرفاية بعد الاسترجاع سنة 1958، وذلك عبر رصد محدداتها والبحث في تجلياتها وتمثلاتها خلال مستوى زمني ممتد ومتواصل. وهكذا فإن دراسة هذه التحولات تشكل خطوة مهمة لفهم حجم التحديات، واستيعاب الإكراهات التي سيرت سياسة الدولة في تدبير ملف تنمية مدينة العبور بعد جلاء الاحتلال سنة 1958.
يحمل مفهوم التحول معايير التبدل المستمر في الأشياء، وكيفية التعامل معها، ويرتبط بأبعاد وجوانب تحددها مؤشرات دالة على هذه التحولات، خاصة في شقها الزمني والمادي الملموس، المرتبطة أساسا ببعض المحددات التي ترسم معالم التغيرات الاجتماعية والعمرانية كبنية ونسق متحرك بمدينة حجزت لنفسها مكانة مهمة في التاريخ المعاصر.
وتجد هذه المحاولة مشروعيتها في السبق على مستوى دراسة التأثيرات التي لحقت مدينة طرفاية على المستوى الاجتماعي والعمراني بعد 1958، عن طريق استقراء ظروف وملابسات هذه التحولات والوقع الذي أحدثته في البنيات الاجتماعية خاصة في شقها السوسيوثقافي، وتتبع ارتداداتها على النسيج العمراني للمدينة سواء على مستوى الشكل أو المضمون، والذي يشكل أحد تمثلات الاستيطان البشري بها، ووجها من أوجه التعامل مع المجال والتكيف مع إكراهاته وتحدياته. ومن ثمة تبرز أهمية التساؤل عن الهوية العمرانية التي يمكن أن تتشكل بمدينة تعيش على هامش تحديات طبيعية واقتصادية، وفي ظل مجتمع حديث الانتقال من البداوة إلى الاستقرار.
أنوزلا الحسان
كلية الآداب والعلوم الإنسانية، المحمدية، جامعة الحسن الثاني.
Faculty of Arts and Humanities, Muhammadiyah, Hassan II University.