آليات التعاقد والشراكة في تدبير اعتمادات الميزانية العامة

       إن اعتماد التعاقد والشراكة ساهم في تقوية سياسة لا تمركز تدبير اعتمادات الميزانية العامة بالمغرب، فالتعاقد يمكن اعتباره الآلية التي من خلالها يمكن تكييف مسلسل الميزانية مع اللاتركيز، من خلال النهوض بوضعية الإدارات غير الممركزة عبر إشراكها في إعداد البرامج والمشاريع التابعة لمناطق نفوذها، ونقل اختصاصات واسعة لفائدتها، وتعزيز الوسائل الموضوعة رهن إشارتها. أما الشراكة فتنبني على إشراك مختلف الفاعلين المحليين إلى جانب الدولة في إنجاز مشاريع تنموية الهدف منها تحقيق تنمية مندمجة.

الفلسفة المتعالية

 وبما أن المقام يخص هنا تحديدا تبيّن المنزلة الفلسفية التي تنزّلها هذا الفيلسوف، أو بالأحرى نوعا من الامتحان لأنفسنا في شأن مدى اقتدارنا على أن ننفلت من عوائد تقييد النظر فيما تقرر من نظم فكري، ومن اعتياد دأب على حصر الإبداع الفلسفي في هذ العلَم أو ذاك، فإنه نأمل أن يكون فعل الترجمة نوعا من تحفيز العقول على أن تتحرر من تقييد النظر في قامات فلسفية بعينها، ويجعلها على قناعة أن باحة الفلسفة وأبنية التفكير أعز من أن تحصر، إذا أردنا أن نكون على بيّنة وصورة وافية تكشف انتظام ضروب التفكير على تباينها، بحلاقته الصغيرة والكبيرة، وإذا ما كان غرضنا هو تحصيل نظرة موضوعية عن طبيعة التفاعل الذي نجم عن مختلف التصورات والنظريات.

الأحزاب المغربية والارتباط بالدولة: تحول نحو نموذج الحزب الكارتل

     لقد عرف الحقل الحزبي المغربي تحولا مهما خصوصا على مستوى النموذج الحزبي. ويمكن ملاحظة هذا التغير الذي عرفته الأحزاب السياسية المغربية منذ نهاية القرن العشرين خصوصا مع دخول جزء من المعارضة المشكلة من أحزاب الحركة الوطنية للحكومة. وتعزز هذا التحول بترأس حزب العدالة والتنمية للحكومة سنة 2011. وفي هذا الإطار فإننا بصدد انتقال من نموذج الحزب الجماهيري إلى نموذج الحزب الكارتل. وإذا كانت مظاهر هذا التحول الحزبي متعددة فإن أبرز تجلياته يمكن أن تظهر في تزايد ارتباط الأحزاب السياسية المغربية بالدولة واستفادتها من امكاناتها المادية بالخصوص.

حياة الديمقراطية وموتها

تهدف هذه المراجعة لكتاب “حياة الديمقراطية وموتها” لمؤلفه “جون كين”، للبحث في معنى الديمقراطية ومؤسساتها، ورصد جذورها التاريخية واتجاهاتها المعاصرة، حيث تطرق الكتاب -وهو المحاولة الأولى للكتابة عن حياة الديمقراطية وأيامها منذ أكثر من قرن- لجميع المحطات التي ارتكبت فيها الديمقراطيات أخطاء في مسارها التاريخي، الذي يرى المؤلف بأنه قد شهد مراحل اتسمت بثلاثة نماذج مختلفة للحكم؛ وهي: ديمقراطية التجمع أو المجلسية، وديمقراطية التمثيل، وديمقراطية الرقابة، ويشكك في فرضية أن الديمقراطية معيار عالمي يعبر عن القيم الغربية، إذ يرى أن مستقبل الديمقراطية ليس مرتبطا بالغرب ولا بالديمقراطية التمثيلية، ويحذر من أن ديمقراطية اليوم هي الأكثر هشاشة.

الديبلوماسية الموازية للجامعة المغربية في الترافع عن قضية الصحراء

خلص البحث إلى أن الجامعة المغربية تمكنت، من خلال ما راكمته من تجارب وأبحاث ودراسات من تخصصات متنوعة: تاريخية، سياسية، جغرافية، اجتماعية وقانونية، من التصدي للمغالطات والأوهام الزائفة حول قضية الصحراء، ودحضت أفكار وممارسات الفاعلين المؤثرين في مجريات الأحداث على الساحة الدولية، واستطاعت حشدت تضامن المجتمع المدني الدولي، فتمكنت من آليات الضغط على الهيئات والمنظمات العالمية لاتخاذ مواقف منصفة وعادلة.

قراءة سوسيومجالية لحالة الإعاقة بالمغربي

من المعلوم، أن موضوع الإعاقة يطرح باستمرار جملة من الأسئلة على المجتمع، والفاعلين التنمويين، والمؤسسات، ويكاد يكون في علاقته بالوضع التنموي العام، هو مرآة الحقوق والسياسيات التنموية، ومرآة تعكس أدوار الفاعلين في المجال (الفاعل السياسي، والمجتمع المدني، والمواطنين.) وتنزيل سياسية تكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي.

قراءة في كتاب الكواكبي: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

     لقد استأثرت إشكالية التغيّير والاصلاح، باهتمام واضح من طرف الفلاسفة، ورواد الحركة الإصلاحية بالعالم الإسلامي على حدّ سواء، خاصة مع بداية العصر الحديث. فبعد النَهضَة الأروبية التي تمثل بدايات عصر الأنوار الأروبية، طرح الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط(E. Kant)، سؤال وجيهًا ومفصليًا في نهاية القرن الثامن عشر، ما التنوير؟ وذلك ليبيّن ما كان، من جهة، وراء النهضة الأوروبية (la renaissance)، ويحُد من جهة أخرى، من حالة سُوء الفهم التي ارتبطت بمفهوم الأنوار واستعمالاته.

قراءة في كتاب اللوفيتان: الأصول الطبيعية والسياسية لسلطة الدولة لطومس هوبز

     يقع كتاب اللوفيتان: الأصول الطبيعية والسياسية لسلطة الدولة في 687 صفحة، استعرض فيها الكاتب جملة من الأفكار؛ التي شكلت منذ نشرها محور سجالات وتفاعلات شغلت ولازالت تشغل مفكرين وباحثين، أفكار تأرجحت بين الإنسان، الحكومة والدولة المسيحية وما سماه هوبز “في مملكة الظلام”.

الدين والإعلام في سوسيولوجيا التحولات الدينية

يروم هذا الكتاب إلى تقديم تفسير علمي لسياق نشوء الإعلام الديني في الوطن العربي، موضحا العلاقة الجدلية التي تربط بين حقلي الدين والإعلام، ومبرزا أهمية ربط النظريات السوسيولوجية المعاصرة بالحقل الديني، نظرا لما يشهده هذا الأخير من تحولات عميقة وجوهرية تمس مختلف جوانب الحياة، بالموازاة مع بروز فاعلين جدد في الحقل الديني، وما يشكله هذا من خطورة على المجتمعات العربية الإسلامية، خصوصا أن الفتوى أصبحت في متناول الجميع، وذلك بسبب الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، مع انتشار ما يسمى ظاهرة الدعاة الجدد.

الفرق بين الأنانية والفردانية  

     ارتبط مفهوم الفردانية في العقل العربي المعاصر بمفهوم الأنانية، وهو غير بعيد عن بعض تصورات الفلسفة الغربية التي انتقدت الليبرالية والتي حاولت الحد من تمددها الاجتماعي، وهو تأويل خاطئ لشعار “اليد الخفية” لمؤسس الليبرالية الكلاسيكية آدم سميث، الملخَص في كلامه الشهير: “لا ننتظر عشاءنَا في عطف اللحام، صانع الجعة أو الخباز، ولكن من اهتمامهم بمصلحتهم الخاصة”. بذلك تم اختصار الفردانية في الأنانية في صورة نمطية للشخص البرجوازي المنشغل فقط بمصالحه المباشرة. إلا أن آدم سميث كان يقصد من وراء كلامه أن الفرد في بحثه عن مصلحته الخاصة هو بشكل غير مباشر وفي جوانب عديدة يساههم في تحقيق المصلحة العامة، هذه الأخيرة التي هي أيضاً مجموع المصالح الخاصة.